مقبلاً على المطالعة والأوراد والأذكار، ملازماً للمساجد في الصلوات الخمس، معتكفاً في أكثر أوقاته مجاب الدعوة صحيح العقيدة، لا يذكر أحداً إلا بخير، وكان كثر اهتمامه بالآخرة، ولم يكن له هم في أمر الدنيا، توفي سنة تسع أو ثمان وثلاثين وتسعمائة.
[عبد المؤمن المالكي]
عبد المؤمن المالكي، أحد أصحاب سيدي علي بن ميمون المغربي نزيل مدينة بروسا، والقاطن بها اشتغل بالوعظ والتذكير، واختلف الناس فيه وشهد بعض العلماء بصحة طريقته، وحسن سيرته....
[عبد المطلب بن مرتضي]
عبد المطلب بن مرتضي، كان والده من بلاد العجم وكان شريفاً صحيح النسب، كاتباً مجيداً كتب مصاحف كثيرة، رغب السلاطين فيها لحسن خطها، وصار نقيب الأشراف ببلاد الروم، وولده صاحب الترجمة حينئذ في سن الشباب، وقد رغب في التحصيل، وكان يكتب الخط الحسن، وصار له معرفة بالأنساب بالفارسية والعربية، ونظم بالتركية والفارسية، ثم رغب في التصوف، وصحب الشيخ ابن الوفاء، ثم صحب بعد وفاته الشيخ يحيى الطوزلوي، ودخل عنده الخلوة، وزوجه بنته وأجاز له بالإرشاد لكنه رغب في العزلة، وعدم الاختلاط، وكان له ذوق ولطائف في الصحبة، مات رحمه الله تعالى في سنة خمس وخمسين وتسعمائة قلت: وعندي في تسميته عبد المطلب نظر لأن المطلب ليس من أسماء الله تعالى، ولا يجوز التعبد لغيره، وإنما هي تسمية قديمة في الجاهلية، أشهر من سمي بها عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[وعبد الملك بن القصاب]
عبد الملك بن عبد الرحمن بن رمضان بن حسن الحلبي، الشافعي الشهير بابن القصاب. قال ابن الحنبلي: تفقه على والده، وجلس بعده لشكاية الخواطر على حسب حاله، وحدث على كرسي جامع دمرداش، وتوفي في سنة خمس وستين وتسعمائة.