جده صالحاً، وكان الشيخ علي هذا قد ارتكبته ديون، فلازم ضريح سيدي إسحاق الغيور، ففي بعض الأيام قيل شاهد سيدي إسحاق وأنا شاهد نوراً طلع من عنده فادعى رؤيته يقظة، فأنكر عليه ذلك فصار كل من أنكر ذلك عليه يقع إلى الأرض مصروعاً، فامتنع الناس من الإنكار عليه وتلمذ له جماعة، وصار حالهم كحاله قال ابن طولون: وقد كان صنف العلامة الجلال السيوطي شيخنا في معنى ذلك كتابه المسمى بنور الحلك في جواز رؤية النبي والملك انتهى. قلت وقفت على هذا الكتاب، ولخصته في شرح ألفية جدي المسماة بالجوهر الفريد، في آداب الصوفي والمريد، والظاهر أن وفاة الشيخ علي المذكور تأخرت عن هذا العام أعني عام ثلاثة وثلاثين وتسعمائة فهو من هذه الطبقة رحمه الله تعالى.
[علي التبريزي]
علي المنلا علي العجمي التبريزي، ثم الصالحي الحنفي نزيل صالحية دمشق، كان شيخ التكية السليمية، وكان له خط حسن على طريقة العجم، وله سكون وصيانة توفي ليلة الجمعة تاسع عشر صفر سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة.
[علي المقدسي]
علي الشيخ العالم الورع علاء الدين المقدسي الشافعي، نزيل دمشق قال والد شيخنا: كان رفيقنا على الشيخ أبي الفضل بن أبي اللطف، ثم من بعده رافقنا على الشيخ الإمام تقي الدين البلاطنسي، إلى أن مات، وكان كتاب الإرشاد يفهمه فهماً جيداً، واشتغل في المنهاج قال: وكان يتعاطى البيع والشراء برأس مال يسير بورك له فيه، مع التعفف عن الوظائف على طريقة السلف، توفي نهار الخميس ثاني شهر ذي القعدة الحرام سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة ودفن بمقبرة باب الصغير.
[علي بن مكي]
علي الشيخ الزاهد العابد البقاعي، ثم الدمشقي الصالحي الشافعي المعروف بابن مكي، أصله من بيت روحا من أعمال البقاع، وسكن الصالحية، ولم يتزوج قط، وكان حائكاً، ثم ترك ذلك وانقطع للعبادة، وكان ملازماً لتلاوة القرآن وصيام يوه الاثنين والخميس من كل أسبوع، والأيام البيض والسود من كل شهر، والأشهر الثلاثة من كل عام، رجب وشعبان ورمضان، وكان للناس فيه اعتقاد توفي بالصالحية يوم الخميس حادي عشر صفر سنة أربعين وتسعمائة قال ابن طولون: وصليت عليه، ودفن في أعلى الروضة من جهة الشرق، أعني تربة ابن عبادة.