تسع - بتقديم التاء - وثلاثين وتسعمائة، وزار ابن العربي ومعه جماعة من طلبته.
[حامد الحارثي]
حامد بن جلال الدين الحارثي، الملتاني، الحنفي، قدم حلب ستة خمسين، وسأله ابن الحنبلي: أمن الهند أنتم أم من السند؟ فقال: أنا من ملتان، وهي بينهما إلا أني اشتهرت بالهندي، وحكي أنه دخل بعلبك، فاجتمع به طائفة الأويسية، فقالوا: إنه يظهر من بيننا رجل يقال له: حامد الهندي، ويكون مقدمة للمهدي، وطلبوا منه أن يستقر بينهم، فلم يفعل، وتبرأ من ذلك، وذهب آخراً إلى القسطنطينية، فأقام بها مدة، ولم يحصل له بها إقبال، ومات بالبيمارستان بها سنة تسع وخمسين وتسعمائة.
[حسن بن إسكندر]
حسن بن إسكندر بن حسن بن يوسف بن حسن، الشيخ الفاضل العالم العلامة بدر الدين النصيبي، الحلبي ثم المصري الضرير، المعروف بالشيخ حسن. مولده سنة اثنتين وسبعين - بتقديم السين - وثمانمائة، كان عالماً بارعاً في الفقه والنحو والقراءات والتجويد. قرأ عليه شيخ الإسلام الوالد في صفر القرآن العظيم، والمنهاج، والألفية حفظاً بمصر، ثم رحل إلى أهله في البحر، وأقام عندهم سنين، ثم قدم دمشق في صفر سنة أربع وثلاثين وتسعمائة. قال شيخ الإسلام الوالد: وحضر دروسي في تقسيم الحاوي وغيره، وأخذ عني، وحصل له بذلك سرور زائد. قال: ورام الإقامة بدمشق، فضاعت له دراهم، فتغير بسببها، واضطرب ظاهراً وباطناً، ثم سافر إلى طرابلس، وشتى بها على أن يرجع بعد فراغ الشتاء إلى مصر، ثم عاد إلى مصر في البحر في السنة المذكورة. انتهى. قلت: وكان يعرف بمصر بالشيخ حسن الشامي، ثم الغمري. ذكره الشعراوي وقال: شيخي وقدوتي إلى الله تعالى العلامة، الورع، الزاهد. كان عالماً عاملاً، حافظاً لمتون الكتب الشرعية وآلاتها على ظهر قلب، وكان حافظاً للسانه، ملازماً لشأنه، مواظباً على الطهارة الظاهرة والباطنة، غزير الدمعة، لا يسمع آية أو حديثاً أو شيئاً من أحوال الساعة، وأهوال يوم القيامة إلا بكى حتى أرحمه من