وإذا تألق بارق من بارق ... طفقت تنم عليه أسرار الجوى
فذيل عليه الدرويش علي بقوله:
وأنا نذير العاشقين فمن يرد ... طول الحياة فلا يذوقن الهوى
فخذوا أحاديث الهوى عن صادق ... ما ضل عن شرع الغرام ولا غوى
مات سنة ثمان وأربعين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
[علي بن حسن الجراعي]
علي بن حسن بن أبي مشعل، الشيخ الإمام العلامة علاء الدين الجراعي، ثم الدمشقي، الشافعي، المشهور بالقيمري لكونه كان يسكن بمحلة القيمرية تجاه القيمرية الكبرى. قرأ في علم القراءات على الشيخ شمس الدين ابن الملاح، وفيه وفي العربية على الجمال البويضي، وتفقه على الشيخ تقي الدين القارىء، وأجازه بالإفتاء والتدريس. كذا قال ابن طولون، وذكره شيخ الإسلام الوالد في فهرست من قرأ عليه، وقال: قرأ علي دروساً من الخزرجية، ودروساً من أوائل شرحي على منظومة الوالد في الأصول، وجانباً من تفسير البيضاوي. قال: وصحبني في قرآتي على شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاضي عجلون، وسمعت بقراءته عليه ربع صحيح البخاري الأول، وشيئاً من صحيح مسلم، وشيئاً من سنن أبي داود، وشيئاً من ابن ماجة. قال: وهو من المحبين الصلحاء الأفاضل. انتهى.
وقال ابن طولون: كان يقرىء الأطفال، ثم ولي نصف إمامة الشافعية بالجامع الأموي.
قلت: وكانت ولايته لنصف الإمامة المذكورة بتفرغ شيخ الإسلام الوالد له عنها في سنة خمس وأربعين وتسعمائة، وهي سنة وفاة شيخنا الشيخ تقي الدين القارىء المتولي لنصف الإمامة الثانية، ووجه النصف المذكور بعده للشيخ شهاب الدين الطيبي تلميذه في السنة المذكورة، ثم ولي نصف الإمامة بعد القيمري الشيخ شهاب الدين الفلوجي شريكاً للطيبي، وتصدر الشيخ علاء الدين القيمري آخرا للإقراء بمقصورة الجامع الأموي في تفسير البيضاوي، ثم في تفسير البغوي، ومات ولم يكمله، ثم درس في البقعه المذكورة بعد القيمري الشيخ علاء الدين بن عماد الدين، وكان القيمري يكتب المصاحف للسبعة وللعشرة من طريق تحبير التيسير، وحرز الأماني، والحرة، وكان خطه حسناً. قاسى علة البطن مدة، ثم مات بها شهيداً يوم السبت