ولي نظارة البيمارستان النوري بدمشق بعد سنان الرومي، وكان ترجماناً للطفي باشا. قيل: وكان ينسب إلى الرفض، وشرب المدام، وبنى داراً حسنة قبلي المدرسة الخاتونية، ومات يوم الخميس سلخ ربيع الأول سنة ست وثلاثين وتسعمائة، ودفن بباب الفراديس.
[إسحاق بن إبراهيم الأسكوبي]
إسحاق بن إبراهيم المولى الفاضل الأسكوبي وقيل البرصاوي أحد موالي الروم طلب العلم عند جماعة من علماء الروم وخدم المولى بالي الأسود، ثم صار مدرساً بمدرسة إبراهيم باشا بأدرنة، بمدرسة أسكوب، ثم بمدرسة قيلوجة، ثم بمدرسة إزنيق، ثم بدار الحديث بأدرنة، ثم بإحدى الثماني، ثم أعطي قضاء دمشق فدخلها في ثامن ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، ولما دخلها قال: لا يدخل علي أحد إلى ثلاثة أيام لأستريح لأني شيخ كبير مستور، ثم برز للناس، واجتمعوا به وحكم بينهم، فشكر في أحكامه، واشتهرت عفته واستقامته حتى كتب إليه الشيخ شيخ الإسلام الوالد على لسان بعض أصحاب الوالد الفضلاء، وقد كتب له صاحب الترجمة عرضاً بمنصب تعارض فيه الدفتر دار علي جلبي، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين.
ولم أبرم عليك بل ابتداء ... برمت، وهل ترى للبرم نقضا
وظني بل يقيني دون شك ... ووهم كون أمر الندب فرضا
ولكن أختشي من سوء حظ ... يبدل بسط جود منك قبضا
فأنفذ عرضك الميمون يا من ... تنزه عن صفات الذم عرضا
توفي ليلة الاثنين خامس عشر ربيع الثاني سنة أربع وأربعين وتسعمائة، وتقدم للصلاة عليه المنلا داود الأويسي بالجامع الأموي، ودفن بباب الصغير، وكانت جنازته حافلة، وكثر الترحم عليه من الصالحين، وعد من الصالحين. قاله ابن طولون.
[إسحاق أحد الموالي الرومية]
إسحاق أحد الموالي الروم. كان نصرانياً طبيباً، وكان يعرف علم الحكمة معرفة تامة، وقرأ على المولى لطفي التوقاتي المنطق، والعلوم الحكمية، وباحث معه فيها، ثم أنجز كلامهم إلى العلوم الإسلامية، وقرر عنده حقيقة