ثم أصلي مثل ما أسلم ... على نبي قدره المعظم
وآله وصحبه والتبع ... على الهدى لنهجه المتبع
وبعد فالطفل الأديب البارع ... الفاضل الندب الأديب الفارع
وهو الحسين بن علي الحصكفي ... عامله الله بلطفه الخفي
أطلعني على انتظام رصف ... في علم تصريف له قد ألف
نظم تصريف الإمام العزي ... فيه، ولم يبد به من عجز
فقد أصاب الوزن والرويا ... وصحة المعنى الذي تهيا
ولم يحد عن مقصد الكتاب ... ولا تخطى طرق الصواب
وسوف يرتقي إلى مقام ... في العلم شامخ الذرى وسامي
فإنه ذو همة علية ... وفطنة في العلم المعية
وقد أجزته بهذا الفن ... وكلما يجوز لي وعني
وكان ما ذكرته في عاشر ... يوم تقضي من ربيع الآخر
من عام ستة وأربعينا ... من بعد تسعمائة سنينا
كتبه معترفاً بالعجز ... العامري محمد بن الغزي
والحمد لله على إنعامه ... ثم صلاة الله مع سلامه
على النبي وآله أهل الوفا ... وحسبنا الله تعالى وكفى
ونسأل الله الكريم المنعما ... بالخير والحسنى لنا أن يختما
وكان صاحب الترجمة حسن الخط. كتب للوالد كثيراً من الكتب من مؤلفاته وغيرها. توفي سنة إحدى وسبعين بتقديم السين وتسعمائة. قيل: إنه كان له وعظ بالجامع الأموي ختمه يوم سبعة وعشرين من رمضان، وقال يخاطب الحاضرين: هذا آخر العهد منكم، وانتقل، غداً، ثم لما انصرف من وعظه حم ومات في اليوم الثاني رحمه الله تعالى.
[حسين أحد الموالي الرومية]
حسين بن محمد بن حسام الدين أحد الموالي الرومية، المعروف بقرا جلبي زاده. ترقى في التدريس حتى صار قاضياً بدمشق، ودخلها في صفر سنة أربع وثمانين وتسعمائة، وهي سنة وفاة شيخ الإسلام الوالد، وحضر جنازته، وحمل بأحد جوانبها، وسلك في قضائه مسلك جوي زاده، وناظر زاده في العفة والصيانة، وكذلك ولده أحمد أفندي قاضي العساكر حين ولي قضاء دمشق وغيرها، وهو حي الآن، ووصل خبر عزله في سادس عشر ذي الحجة سنة ست وثمانين وتسعمائة.