للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تميل إليه نفسه، ويؤثر غيره بالطيبات، ووقف كتبه على الشيخ العرضي، ثم على ذريته، وتوفي في سنة خمس وتسعمائة رحمه الله تعالى.

٥٣٠ - علي بن محمد بن مليك: علي بن محمد بن علي بن عبد الله، الشيخ الفاضل الشاعر علاي الدين بن مليك الحموي، ثم الدمشقي الفقاعي الحنفي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم، قدم دمشق، فتسبب ببيع الفقاع عند قناة العوني خارج باب الفراديس، ثم تركه، وصار يتردد إلى دروس الشيخ برهان الدين بن عون، وأخذ عنه فقه الحنفية، وصارت له فيه يد طولى، وشارك في اللغة والنحو والصرف، وكان له معرفة بكلام العرب، وبرع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد، ومن لطائفة قوله:

لم أجعل الفقاع لي حرفة ... إلا لمعنى حسنك الشاهد

أقابل الواشي بالحد والعا ... ذل أسقيه من البارد

ومن مشاهير قصده النبوية عفا الله عنه:

هل لصب قد غير السقم حاله ... زورة منكم على كل حاله

يا لقومي من للفتى من فتاة ... مزجت كأس صدها بالملاله

قلت: إذ مد شعرها لي ظلالاً ... أسبغ الله لي عليها ظلاله

ليت شعري مع الهوى كيف مالت ... ولها القد شاهد بالعداله

لست أنسى، وقولها أنت سال ... قلت: روحي ومهجتي لا محاله

كم محب بدمعه قد أتاها ... سائلاً، وهي لا تجيب سؤاله

حين أضحى لخدها المسك خالاً ... قلت: رفقاً بمهجة الصب خاله

رشقتني من لحظها بسهام ... بعد ما جردت علي نصاله

سالم القلب في الهوى مقلتيها ... فانثنى قدها يروم قتاله

آه من قدها أما لفؤادي ... شافع من حديث واش أما له

يا لقومي ما للعذول ومضنى ... بذل الروح في هواها وماله

إن أنا أحسنت وإن هي أساءت ... ليس دمعي يرقى على من أساله

عاذل الصب خل عنك ودمعي ... فعلى الخذ قد كفى ما جرى له

<<  <  ج: ص:  >  >>