للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصره في سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة. قال ابن الحنبلي: ورآه الشمس ابن بلال في المنام موته بالبلاد الرومية. فسأله كيف وجدت الصبر. فقال: كما هو مقيد في شرح العقائد بعينه رحمه الله تعالى.

٥٣٢ - علي بن محمد الحصكفي الشافعي: علي بن محمد بن عبد الرحيم محمد بن علي بن إبراهيم بن مسعود بن محمد الشيخ العلامة، المفنن، المتقن، والمفيد علاء الدين أبو الحسن، والحصكفي الموصلي الشافعي قطن دمشق أولاً مع أبيه وقرأ بها على الشيخ عماد الدين المعروف بخطيب السقيفة، والبرهان ابن المعتمد وغيرهما، وحج ماشياً، ثم قطن حلب، وقرأ بها على الفخر عثمان الكردي، والبدر السيوفي، والشمس البازلي وغيرهم ودرس بها وأفاد وربما أفتى وجلس بمكتب الشهادة بحلب تحت قلعتها، وتردد الطلبة إليه، وتلقى منه جمع جم من الأفاضل حتى ترقى بعضهم إلى الإفادة، ثم لما أبطلت الدولة العثمانية مكاتب الشهود ترك ذلك، وأقبل على الاشتغال، وكان له يد طولى في النحو، والصرف والمنطق، والعروض، والقوافي، وكان له تقرير حسن في الفقه، ومشاركة كلية في الأدب، وشعره لطيف منه:

تمر الليالي والحوادث تنقضي ... كأضغاث أحلام ونحن رقود

وأعجب من ذا أنها كل ساعة ... تجد بنا سيراً ونحن قعود

وقال يمدح النووي رحمه الله تعالى:

إلى الشيخ محيي الدين علامة الورى ... وروضته تعزى الدراية في الفتوى

دقائقه كنز وأذكاره هدى ... ومنهاجه السامي هو الغاية القصوى

وقال يمدح البهحة لابن الوردي رحمه الله تعالى في الفقه:

لقد أحسن الوردي في البهجة التي ... تنظم فيها الفقه كالدر في العقد

لها أصبح المنثور يومي بإصبع ... حنانيك كل الحسن في بهجة الورد

وقال يمدح المنطق والنحو ملمحاً بكتاب المفتاح:

إذا ما رمت تحقيقاً لعلم ... فلذ بالمنطق العمل القويم

ولا تدخل إليه بغير نحو ... فإن النحو مفتاح العلوم

<<  <  ج: ص:  >  >>