٦١١ - معين الدين الإيجي: معين الدين بن صفي الدين، الشيخ، الإمام، العلامة، المحقق المدقق، الفهامة، العارف بالله تعالى، السيد الشريف الإيجي، الشيرازي، الشافعي صاحب التفسير، وهو جد السيد قطب الدين عيسى الصفوي لأمه. كان من العلماء الراسخين والمرتاضين. قدم مكة فأري سيدتنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، فلما استيقظ فسر منام نفسه بأنه سينقطع إلى الله تعالى فوق ما كان عليه، فاتفق أن سرق جميع ما كان عنده من مال ومتاع إلا الكتب، فبقي بمكة على خدمة العلم والعباعة إلى آخر أجله. قال ابن الحبنلي: وهو القائل:
خليلي حل الشيب رأسي ولم يدع ... فؤادي طلا باب الشباب، وما انتحى
فقولا له: يا قلب عن فشرك ارتدع ... فليس سواء آية الليل والضحى
وذكر ابن الحنبلي في ترجمة الشيخ محمد الأدهمي المعروف بابن السني أن السيد معين الدين المذكور كان إذا كتب اسمه، وصف نفسه بالسني لتصلبه في التسنن حتى كان يأتي الحجرة النبوية، ويقف بحذاء قبر أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - ويقول: إني وإن كنت منتسباً إلى علي - رضي الله تعالى عنه - ولكني أعتقد أنك أفضل منه الآن أتوسل بك في الآخرة، وقال سبطه السيد قطب الدين: وكان يقول أنا لا أقلد أحداً في تفضيل الشيخين ومن أراد الدليل عليه، فليجيء إلي، وليسمع مني، وكانت وفاته رحمه الله تعالى بمكة المشرفة سنة ست وتسعمائة.
٦١٢ - منجد المجذوب: منجد المجذوب الدمشقي، قال الشيخ موسى الكناوي: كان رجلاً أسمر اللون، طويل القامة، مكشوف الرأس حافياً دائماً. يراه الناس يأكل الطين، ولا يتناول من أحد شيئاً، وكان دائماً في الصيف والشتاء عليه قميص واحد، ويغسله كل يوم ويلبسه من غير نشوفة، ومات في سنة أربع عشرة وتسعمائة تقريباً رحمه الله تعالى.
٦١٣ - موسى بن أحمد الأريحاوي: موسى بن أحمد، الشيخ العلامة، الفقيه شرف الدين النحلاوي الأصل. الحلبي الدار، الأردبيلي الخرقة، الشافعي المذهب، الشهير بالشيخ موسى الأريحاوي لسكناه بأريحا. أخذ في تعلم القرآن العظيم، وكتب له المعلم حروف الهجاء، فوافق ذلك قدوم الشيخ باكير، والشيخ داود الصوفيين الإردبيليين إلى أرض الشام، وكان قدوم الأول لتربية الشيخ الكواكبي، والثاني لتربية الشيخ موسى المذكور، وكان الشيخ