الشهير بالعجلوني الدمشقي الشافعي أحد المباشرين بالجامع الأموي. ولد في خامس عشر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثمانمائة، وطلبه السلطان الغوري في جملة مباشري الجامع للتفتيش عليهم، ثم رجعوا وقد عمل عليهم أربعة آلاف دينار، ووصلوا إلى دمشق في خامس عشر شعبان سنة ست عشرة وتسعمائة، فمات الشيخ شرف الدين يوم الجمعة سابع عشري شعبان السنة المذكورة، ودفن بباب الفراديس رحمه الله تعالى.
٦٥١ - يونس الحرافيش: يونس بن محمد بن شعبان، الشيخ العلامة شرف الدين بن سلطان الحرافيش بدمشق، قال ابن طولون: كان من المتغفلين في المجالس، ولكن حصل به النفع في آخر عمره بملازمة المشهد الشرقي بالجامع الأموي لإقراء الطلبة، وكان في ابتداء أمره شاهداً تجاه باب المؤيدية، وكانت وفاته يوم الأربعاء حادي عشري جمادى الآخرة سنة تسع - بتقديم المثناة - وعشرين وتسعمائة. قال ابن طولون: وصلى عليه التقوى بالبلاطسي ضحوة النهار بالجامع الأموي، ودفن بباب الصغير رحمه الله تعالى.
٦٥٢ - يونس الهمداني: يونس بن إدريس بن يوسف، الشيخ الصالح، المسلك شرف الدين الحلبي، ثم الدمشقي الشافعي الصوفي الهمداني الخرقة. ولد بمدينة حلب في سنة سبع وستين وثمانمائة، واشتغل على جماعة في عدة فنون، وتوجه إلى مكة ثلاث مرات، وجاور في حدود الثمانين، وسمع بها الحديث على الحافظ شمس الدين السخاوي، والإمام محب الدين الطبري، وقرأ على ولده الإمام أبي السعادات في النحو، ولبس الخرقة الهمدانية، وتلقن الذكر من السيد عبيد الله التستري الصوفي الهمذاني، وصار له أتباع كثيرون يتداولون الأوراد الفتحية بالمدرسة الرواحية بحلب. قال ابن الحنبلي: وكان السبب في كثرة مريدة مزيد ظلم بحلب أفضى إلى أن كثيراًمن المتهمين والزعار اتبعه، وصار إذا صدر منه فساد، وقبض عليه كافل حلب استشفع به، فساء ذلك كافل حلب، فبلغه فلم يسعه المكث بها، فهاجر إلى دمشق قال الحمصي: كانت إقامته بدار الحديث بقرب قلعة دمشق. انتهى.
وهي دار الحديث الأشرفية، وقد ولي النووي - رحمه الله تعالى - تدريسها ومن شعر صاحب الترجمة مشيراً إلى ذلك ولا يخفى ما فيه:
إن دار الحديث طابت بمولى ... كان قطب الوجود حين تولى
رحمة الله سابغة عليه ... أس شرع النبي قولاً وفعلاً