ورثاه ابن الحنبلي، لما بلغه وفاته بقصيدة قال فيها:
أدخل في ظل عفوه الأحد ... من لا يداني مثله أحد
عالم إقليم تونس حرست ... من فرقة للضلال تعتقد
ومن تولى قضاء عسكرها ... فما تولى عن معدم مدد
وانتشرت للورى فواضله ... فما لها مثل فضله عدد
وكان بحراً بجوفه درر ... روية لا تزال تتقد
ومن علوم غدت لفرقته ... ذات أمس ليس دونها جلد
فاللغة اختل نظم مجملها ... كأنما خان روحها الجسد
والنحو ما زال باب ندبته ... يبكى عليه لفرط ما يجد
والشعر لولا رثاؤه انقطعت ... أسبابه بل ولم يكن وتد
ذو دقة في البيان منشاها ... فرط ذكاء وفطنة تقد
ومنهل في البديع باذله ... حلو، وأين النبات والبرد
ذو قدم في الأصول راسخة ... بكى لفقدان مثلها العضدخ
وذو كلام عدت طوالعه ... عوادياً حين عاد يفتقد
من مغرب الشمس شمسه بزغت ... ثم اضمحلت بعكس ما نجد
توزن بالساعة التي، قربت ... وأن أهل الكمال قد بعدوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute