أنت تفتي بمقتضى الظن ... لك لا تاتسي
شربها بالقياس والاجماع ... مستحل مباح
فهي تنفي ... الأشباع ... والكرب والرياح
وتنيل الحواس والأسماع ... طرباً وارتياح
فأدرها على ذوي الفن ... سخنة الملمس
قل لمن شربها له مله ... أن يروم الصواب
فاجتل كأسها على اسم الله ... وأتل أم الكتاب
ثم صل على رسول الله ... واحتسبها تثاب
ثم صفق إن شئت أو غن ... وافت أو درس
وقد عارض الشيخ أبو الفتح المالكي المغربي، هذا بموشح على وزنه، وقافيته وقال شيخ الإسلام الوالد: أخبرني الزيني عبد اللطيف بن أبي كثير عن بعض من ينسب لحمق أنه أرسل يراجعه في مسألة مع صبي مهمل حساً ومعنى، فشرع يقرر له المسألة ويريه الروضة وغيرها، ثم أرسل إليه مع الصبي المذكور، ورقة صورة ما فيها.
مولاي هذا الذي يراه ... وشكله الجامد المبرد
تلميذك الخبيث أضحى ... ينبيك عن ذوقه المبدد
في لحظة نال منه فضلا ... صيره في العلوم مفرد
فحقق الفقه والمعاني ... والنحو والصرف جود
بالأمس أرسلته إليه ... فخاله في الظلام أمرد
فسله عما قد صار منه ... ينبيك لكن ذاك يجحد
ثم كتب تحتها سجعاً مضمونه التلميح لأمر ما، فكتب إليه من رأس القلم:
العفو مولاي منك أولى ... والعفو خير والستر أجود
وليس قول الذي ذكرتم ... يقبل فيما إليه أسند
وليس نصغي إليه حتى ... يقول في خصمه سيجحد
فشكله ذو الجمود أضحى ... أسلم من ريبة وأبعد
فإنه بارد ولكن ... قد يوجد الريق منه أبرد
وإن يكن قد أصاب منه ... رشفاً به قلبه تبرد
فوازع العين مانع من ... تحقيق ما عنده تردد