تاريخ كتبه لمكة المشرفة، وكان بارعاً مفنناً في الفقه، والتفسير، والعربية، ونظم الشعر ونظمه في غاية الرقة منه الزائية المشهورة عنه:
أقبل كالغصن حين يهتز ... في حلل دون لطفها الخز
مهفهف القد ذو محيا ... بعارض الخد قد تطرز
دار جديه واو صدغ ... والصاد من لحظه تلوز
الخمر والجمر من الماء ... وخده ظاهر وملغز
يشكو له الخصر جور ردف ... أثقله حمله وأعجز
طلبت منه شفاء سقمي ... فقال لحظي لذاك أعوز
قد غفر الله ذنب دهر ... لمثل هذا المليح أبرز
حز فؤادي بسيف لحظ ... أواه لو دام ذلك الحز
أفديه من أغيد مليح ... بالحسن في عصره تميز
كان نديمي فمذ رآني ... أسيره في الهوى تعزز
يا قطب لا تسل عن هواه ... وأثبت وكن في هواه مركز
قال الحنبلي وقد نسجنا على منواله فقلنا:
ما لفتى للجمال أبرز ... فقد فتن العالم المميز
أوقعه في هوى هواه ... وكل عز عليه قد عز
وصار من طرفه سقيما ... إذ صح منه الهوى المجوز
وعاد من خصره نحيلا ... بلون أهل الهوى تطرز
وصار تعروه هزة من ... ذكراه للقد حين يهتز
وهو على الذل لا يبالي ... فتكأ من الحب إذ تعزز
يا قوم لا تنكروا احتمالي ... من لخلال الجمال أحرز
أن جزا فرع الوفاء يوماً ... فكم حبا وعده وأنجزه
وإن جفاني فكم وفاني ... وفاء ذلك المنجز
وإن يجز للملوك فتك ... حينا ففتك الحبيب أجوز
ألا فصل سالماً وسالم ... وأن يكن قد رمحك أهتز
لست بقال ولا بسال ... عنك وفي القلب أنت محرز