للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يزل عندي مقيماً ... بسرور للنهاية

خصني الله بعلم ... هو من سر الدراية

وهو وهمي، وفيه ... حكم فيها الهداية

والذي ينكر حالي ... وهو من أهل السعاية

حلت مولاي عليه ... إن في الله كفاية

وحسودي إن رماني ... لا أبالي بالرماية

ودروعي محكمات ... وهي من ربي وقاية

كنف الله كفاني ... وهو لي نعم الحماية

لم يزل قدري علياً ... عند أرباب الولاية

واقتدائي بالتهامي ... شرفي في كل غاية

وعلى الله اعتمادي ... وكفاني بالعناية

ومن غرر قصائد الشيخ منصور ما امتدح به شيخ الإسلام الوالد، ونقلته من خطه رحمة الله تعالى عليهما:

إلام أنا الولهان بالرشأ الألمي ... وحتام لم أبرح أرى حبه حتما

وكم ضن باللقيا فأورثني ضناً ... ويمنعني ظلماً، فيمنحني ظلما

ومن وسن الأجفان كم رمت أنه ... يفوض لي سهماً، ففوق لي سهما

نظرت إلى سقم الجفون، فأثرت ... بقلبي، وزادتني على سقمي سقما

فيا صاحبي داعي الهوى اليوم صاح بي ... فسل ما بنا في الحي قد فعلت سلمى

أباحت حمى جسمي سيوف لحاظها ... فألحاظها تدمي، ووجناتها تدمى

وكل كلام العاذلات، فلم أكن ... أحس به إلا وأحسبه كلما

ألائمتي كفي الملام، واقصري ... فعند سماع اللوم لي أذن صما

جفاني الكرى حتى يئست من الكرى ... فكم بت في الظلماء أرتقب النجما

وطال علي الليل حتى إذا بدا ... سنا وجه بدر الدين انجلت الظلما

هو الفاضل ابن الفاضل البحر في الندى ... هو الحبر في علم هو الغاية العظمى

له منطق من نحوه الدر يجتلي ... ولفظ معانيه بها أنطق البكما

وليس له في فعله من مضارع ... وفي كل حال أمره ماضياً حتما

يطابق لفظي فيه معنى وصورة ... فلا غرو إن أبدعت نثراً، وإن نظما

عليم زهت أيامه بوجوده ... فكان لها روحاً، وكانت له جسما

<<  <  ج: ص:  >  >>