فما بسوى العلياء «١» همنا جلالة ... إذا هام قوم بالحسان النّواعم
بروق السّيوف المشرفيّات والقنا ... أحبّ إلينا من بروق المباسم
وأمّا صميل السّابحات لذي الوغى ... فأشجى لدينا من غناء «٢» الحمائم
وأحسن من قدّ الفتاة وخدّها ... قدود العوالي أو خدود الصوارم
إذا نحن جرّدنا الصوارم لم تعد ... إلى غمدها إلّا بجرّ الغلاصم «٣»
نواصل بين الهندواني الطّلاء «٤» ... بتفريق ما بين الطّلى والجماجم
فيرغب منّا السّلم كلّ محارب ... ويرهب منّا الحرب كلّ مسالم
نقود إلى الهيجاء كلّ مضمّر ... ونقدم إقدام الأسود الضّراغم
وما كلّ من قاد الجيوش إلى العدا ... يعود إلى أوطانه بالغنائم
وننصر مظلوما ونمنع ظالما ... إذا شيك مظلوم بشوكة ظالم
ويأوي إلينا المستجير ويلتجي ... ويحميه منّا كلّ ليت ضبارم «٥»
ألم تر إذ جاء السّبيعيّ قاصدا ... إلى بابنا يبغي التماس المكارم؟
وذلك لمّا أن جفاه صحابه ... وكلّ خليل ودّه غير دائم
وأزمع إرسالا إلينا رسالة ... بإخلاص ودّ واجب غير واجم
وكان رأى أنّ المهامه بيننا ... فخلّى لذات الخفّ ذات المناسم
وقال ألا سل من عليم مجرّب ... أبثّ له ما تحت طيّ الحيازم
فيبلغ عنه الآن خير رسالة ... تؤدّي إلى خير الملوك الأعاظم
على ناقة وجناء كالحرف ضامر ... تخيّرها بين القلاص الرّواسم
من اللائي يظلمن الظليم إذا عدى ... ويشبهه في جيده والقوائم
إذا أتلعت فوق السّحاب جوابها ... تخيّلتها بعض «٦» السحاب الرّواكم
وإن هملجت بالسّير في وسط مهمه ... نزلت كمثل البرق لاح لشائم
ولم يأمن الخلّان بعد اختلالهم ... فأمسى وفي أكبادها أيّ جاحم