بعهد منه بذلك، وأمر أن يكتب على قبره بهذه الأبيات «١» : [الطويل]
بنيت ولم «٢» أسكن وحصّنت جاهدا ... فلمّا أتى المقدور صيّره «٣» قبري
ولم يك «٤» حظّي غير ما أنت مبصر ... بعينك ما بين الذّراع إلى الشّبر
فيا زائرا قبري أوصّيك جاهدا ... عليك بتقوى الله في السّرّ والجهر
فلا «٥» تحسنن بالدّهر ظنّا فإنما ... من الحزم ألّا يستنام «٦» إلى الدهر
أحمد بن محمد بن طلحة «٧»
من أهل جزيرة شقر، يكنى أبا جعفر، ويعرف بابن جدّه طلحة.
حاله: قال صاحب «القدح المعلّى»«٨» : من بيت مشهور بجزيرة شقر من عمل بلنسية، كتب عن ولاة الأمر «٩» من بني عبد المؤمن، ثم استكتبه ابن هود «١٠» ، حين تغلّب على الأندلس، وربما استوزره «١١» ، وهو ممّن كان والدي يكثر مجالسته، وبينهما مزاورة، ولم أستفد منه إلّا ما كنت أحفظه من «١٢» مجالسته.
شعره: قال «١٣» : سمعته يوما «١٤» يقول، تقيمون القيامة بحبيب «١٥» ، والبحتري، والمتنبي، وفي عصركم من يهتدي إلى ما لم يهتد إليه المتقدّمون ولا المتأخّرون،