وفاته: اعتبط في الطاعون في أوائل ربيع الأول عام خمسين وسبعمائة. ورد إلى الحضرة غير ما مرة.
محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان الزّهري «١»
من أهل قرطبة، يكنى أبا بكر.
حاله: نسيج وحده أدبا وظرفا ولوذعيّة وشهرة. قال ابن عبد الملك: كان أديبا بارعا، محسنا، شاعرا حلو الكلام، مليح التّندير، مبرّزا في نظم الطريقة الهزلية، بلسان عوام الأندلس، الملقب بالزّجل. قلت «٢» : وهذه الطريقة بديعة يتحكّم فيها ألقاب البديع، وتنفسخ لكثير مما يضيق سلوكه على الشاعر. وبلغ فيها أبو بكر مبلغا حجره الله عن سواه؛ فهو آيتها المعجزة، وحجّتها البالغة، وفارسها العلم، والمبتدى فيها والمتمّم، رحمه الله. وقال الفتح فيه «٣» : «مبرّز في البيان، ومحرز السّبق «٤» عند تسابق الأعيان، اشتمل عليه المتوكل «٥» على الله اشتمالا رقّاه «٦» إلى مجالس، وكساه ملابس، واقتطع «٧» أسمى الرّتب وتبوّأها، ونال أسنى الخطط «٨» وما تمالأها» .
شعره: قال الفتح «٩» : وقد أثبت له ما يعلم «١٠» به رفيع قدره، ويعرف كيف أساء الزمن «١١» بغدره، قوله «١٢» : [الكامل]
ركبوا السيول من الخيول وركّبوا ... فوق العوالي السّمر زرق نطاف «١٣»