اثنتين «١» وأربعين سنة. ولما بلغت المعزّ وفاته، تأسّف عليه وقال: هذا رجل كنا نطمع أن نفاخر به أهل المشرق.
محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن علي بن إبراهيم ابن علي الغسّاني البرجي الغرناطي «٢»
يكنى أبا القاسم، من أهل غرناطة.
حاله: فاضل «٣» مجمع على فضله، صالح الأبوّة، طاهر النشأة، بادي الصّيانة والعفّة، طرف في الخير والحشمة، صدر في الأدب، جمّ المشاركة، ثاقب الذهن «٤» ، جميل العشرة، ممتع المجالسة، حسن الخطّ «٥» والشعر والكتابة، فذّ في الانطباع، صنيع «٦» اليدين، يحكم على «٧» الكثير من الآلات العلمية، ويجيد تفسير الكتاب «٨» .
رحل إلى العدوة «٩» ، وتوسّل إلى ملكها، مجدّد الرسم، ومقام «١٠» الجلّة، وعلم دست الشعر والكتابة، أمير المسلمين أبي عنان فارس «١١» ، فاشتمل عليه، ونوّه به، وملأ بالخير يده، فاقتنى جدة وحظوة وشهرة وذكرا «١٢» ، وانقبض مع استرسال الملك «١٣» ، وآثر الراحة، وجهد في التماس الرّحلة الحجازية، ونبذ الكلّ، وسلا الخطّة، فأسعفه سلطانه بغرضه، وجعل حبله «١٤» على غاربه، وأصحبه رسالة إلى النبيّ الكريم من إنشائه، متصلة بقصيدة من نظمه، وكلاهما تعلن «١٥» في الخلفاء بعد شأوه، ورسوخ قدم علمه، وعراقة البلاغة، في نسب خصله، حسبما تضمّنه الكتاب