وممّا نظمه في التّضمين مخاطبا بعض المنتحلين للشّعر قوله «١» : [الطويل]
لقد صرت في غصب القصائد ماهرا ... فما أسم جميع الشعر عندك غير لي «٢»
ولم تبق شعرا لامرىء متقدّم «٣» ... ولم تبق شعرا يا ابن بشت «٤» لأول
فشعر جرير قد غصبت ورؤبة «٥» ... وشعر ابن مرج الكحل وابن المرحّل
وإن دام هذا الأمر أصبحت تدّعي ... (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) »
[ومن المقرئين والعلماء]
عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مجاهد العبدري الكوّاب «٧»
من أهل غرناطة، يكنى أبا محمد، الخطيب، المقرئ.
حاله: من «الصّلة» : كان، رحمه الله، أتقن أهل زمانه في تجويد كتاب الله العزيز، وأبرعهم في ذلك، وأنفعهم للمتعلم، نفع الله به كل من قرأ عليه، وترك بعده جملة يرجع إليهم في ذلك، ويعمل على ما عندهم. وكان مع ذلك نبيه الأغراض، في جميع ما يحتاج إليه في علمه، ذاكرا للاختيارات التي تنسب للمقرئين، من يرجّح ويعلّل، ويختار ويردّ، موفقا في ذلك، صابرا على التعليم، دائبا عليه نهاره وليله، ذاكرا لخلاف السّبعة. رحل الناس إليه من كل مكان، خاصّتهم وعامّهم، وملأ بلده تجويدا وإتقانا، وكان مع هذا فاضلا ورعا جليلا. خطب بجامع غرناطة وأمّ به مدة طويلة إلى حين وفاته.
مشيخته: أخذ القراءات عن الحاج أبي الحسين «٨» بن كوثر، وأبي خالد بن رفاعة، وأبي عبد الله بن عروس. ورحل إلى بيّاسة فأخذ بها القراءات عن أبي بكر بن حسّون، وأخذ مع هؤلاء عن جعفر بن حكم، وأبي جعفر بن عبد الرحيم،