يشهد العالمون في كل فنّ ... أنّه «١» كالشهاب في العلماء
وقضاة الزمان أرض لديهم ... وهو من فوقهم كمثل السّماء
لتعرّضت مدحه فكأنّي ... رمت بحرا مساجلا بالدّلاء
فأنا معجم على أنّ خيلي ... لا تجارى في حلبة الشّعراء
لكساني محبّرا ثوب فخر ... طال حتى حرّرته من ورائي
ولو انصفته «٢» وذاك قليل ... كان خدّي لنعله كالحذاء
فأنا عبده وذاك فخاري ... وجمالي بين الورى وبهائي
وثنائي «٣» وقف عليه وشكري ... ودعائي له بطول البقاء
علي بن عمر بن محمد بن مشرف بن محمد بن أضحى ابن عبد اللطيف بن الغريب بن يزيد بن الشمر ابن عبد شمس بن الغريب الهمداني «٤»
والغريب بن يزيد هو أول مولود ولد للعرب اليمانيين بالأندلس، يكنى أبا الحسن.
ولي غرناطة، وكان من أهل العلم والفهم، والمشاركة في الطّب، والكفاية الجيدة، والشعر في ذروة همدان، وذوائبهما، حسن الخطّ، كريم النفس، جواد بما يمارى، عطاياه جزلة، ومواهبه سنيّة، وخلقه سهلة، كثير البشاشة، مليح الدّعابة، موطّأ الأكناف، على خلق الأشراف والسادة.
مشيخته: روى بألمرية عن القاضي أبي محمد بن سمحون وبه تفقّه، وقرأ الأدب على ابن بقنّة، وعلى الإمام الأستاذ أبي الحسن علي بن أحمد بن الباذش، وسمع الحديث على الحافظ أبي بكر بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية وغيره.