جمع السجن بينهم «اقرأ قرآنك؛ على أيّ شيء تتطفّل على قرآننا اليوم» أو ما هو في معناه. فتركها مثلا للوذعيّته.
مولده: ببلده جيّان في أواخر عام سبعة وعشرين وستمائة.
وفاته: وتوفي بغرناطة في الثامن لشهر ربيع الأول عام ثمانية وسبعمائة.
وكانت جنازته جنازة بالغة أقصى مبالغ الاحتفال، نفر لها الناس من كل أوب، واحتمل طلبة العلم نعشه على رؤوسهم، إلى جدثه، وتبعه ثناء جميل، وجزع كبير، رحمه الله.
ورثاه طائفة من طلبته؛ وممّن أخذ عنه منهم، القاضي أبو جعفر بن أبي حبل في قصيدة أولها:[الطويل]
عزيز على الإسلام والعلم ماجد ... فكيف لعيني أن يلمّ بها الكرى؟
وما لمآقي لا تفيض شؤونها ... نجيعا على قدر المصيبة أحمرا؟
فو الله ما تقضي المدامع بعض ما ... يحقّ ولو كانت سيولا وأبحرا
حقيق لعمري أن تفيض نفوسنا ... وفرض على الأكباد أن تتفطّرا
[أحمد بن عبد الولي بن أحمد الرعيني]
يكنى أبا جعفر؛ ويعرف بالعوّاد، صنعة لأبيه الكاتب الصالح.
حاله: هو من بيت تصاون، وعفاف، ودين، والتزام السّنّة؛ كانوا في غرناطة في الأشعار، وتجويد القرآن، والامتياز بحمله، وعكوفهم عليه، نظراء بني عظيمة بإشبيلية، وبني الباذش بغرناطة؛ وكان أبو جعفر هذا، المترجم له ممّن تطوى عليه الخناصر، معرفة بكتاب الله، وتحقيقا لحقه، وإتقانا لتجويده، ومثابرة على تعليمه، ونصحا في إفادته؛ على سنن الصالحين، انقباضا عن الناس، وإعراضا عن ذوي الوجاهة، سنيّا في قوله وفعله، خاصّيّا في جميع أحواله، مخشوشنا في ملبسه، طويل الصّمت إلّا في دست تعليمه، مقتصرا في مكسبه، متّقيا لدينه، محافظا على أواده. سأل منه رجل يوما كتب رقعة، ففهم من أمره، فقال: يا هذا، والله ما كتبت قطّ يميني إلّا كتاب الله، فأحبّ أن ألقاه على سجيّتي بتوفيقه، إن شاء الله، وتسديده.
مشيخته: قرأ على الأستاذ أبي جعفر بن الزّبير، والأستاذ أبي جعفر الحزموني الكفيف، وأبي عبد الله بن رشيد وغيرهم.