وجاءوا بأخبار الرّسول وصحبه ... على وجهها لفظا ورسما مقيدا
وهم نقلوا الآثار والسّنن التي ... من أصبح «١» ذا أخذ بها فقد اهتدى
وما قصّروا فيها بفقه ولا ونوا ... بل التزموا حدّا وحزما مؤكّدا
وهم أوضحوا من بعدهم باجتهادهم ... وتبيينهم سبل الهدى لمن اقتدى
جزاهم إله العرش عنّا بنصحهم ... بأحسن ما جازى نصيحا ومرشدا
ونسأله «٢» سبحانه نهج هديهم ... وسعيا إلى التّقوى سبيلا ومقصدا
ومن شعره، رحمه الله، قوله: [السريع]
عليك بالصّبر وكن راضيا ... بما قضاه الله تلقى النجاح
واسلك طريق المجد والهج به ... فهو الذي يرضاه أهل الصلاح
وقد ألّف شيخنا أبو البركات بن الحاج، جزءا سماه «شعر من لا شعر له» ، فيه من شعر هذا الرجل الفاضل ومثله كثير.
مولده: قبل الأربعين وستمائة. وتوفي ثاني شهر الله المحرم عام اثني عشر وسبعمائة.
انتهى ما اختصر من السّفر السابع من كتاب «الإحاطة في تاريخ غرناطة» يتلوه في السفر الثامن بعده إن شاء الله ومن السفر الثامن من ترجمة المقرئين والعلماء رحمهم الله***
ومن السفر الثامن من ترجمة المقرئين والعلماء
محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني
من أهل مالقة، يكنى أبا القاسم، ويعرف بابن حفيد الأمين.
حاله: كان من أهل العلم والفضل والدين المتين، والدّؤوب على تدريس كتب الفقه. استظهر كتاب «الجواهر» لابن شاس، واضطلع بها، فكان مجلسه من مجالس الحفّاظ، حفّاظ المذهب، وانتفع به الناس، وكان معظّما فيهم، متبرّكا به، على سنن الصالحين من الزّهد والانقباض وعدم المبالاة بالملبس والمطعم. وقال صاحبنا الفقيه