للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا عجزوا عن نفعهم في نفوسهم ... فتأميلهم بعض الظّنون الكواذب

فيا محسنا فيما مضى أنت قادر ... على اللّطف في حالي وحسن العواقب

وإنّي لأرجو منك ما أنت أهله ... وإن كنت حطّا في كثير المعايب

فصلّ على المختار من آل هاشم ... إمام الورى عند اشتداد النوائب

وقال في مدّعي قراءة الخطّ دون نظر: [الطويل]

وأدور ميّاس العواطف أصبحت ... محاسنه في الناس كالنّوع في الجنس

يدير على القرطاس أنمل كفّه ... فيدرك أخفى الخطّ في أيسر اللّمس

فقال فريق: سحر بابل عنده ... وقال فريق: ليس هذا من الإنس

فقلت لهم لم تفهموا سرّ دركه ... على أنه للعقل أجلى من الشمس

ستكفه حبّ القلوب فأصبحت ... مداركها أجفان أنمله الخمس

وفاته: استقدمه المأمون «١» على حال وحشة، كانت بينه وبينه، فورد ورود الرّضا على مرّاكش في شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة. وتوفي في ذي قعدة بعده «٢» ، ودفن بجبانة الشيوخ مع أخيه عبد الله وقرنائهما، رحم الله جميعهم.

انتهى السفر التاسع بحمد الله

*** ومن السفر العاشر العمال الأثرا في هذا الحرف

[عبد الرحمن بن أسباط]

الكاتب المنجب، كاتب أمير المسلمين، يوسف بن تاشفين.

حاله: لحق به بالعدوة، فاتّصل بخدمته، وأغراه بالأندلس، إذ ألقى إليه أمورها على صورتها، حتى كان ما فرغ الله، عزّ وجلّ، من استيلائه على ممالكها، وخلعه لرؤسائها. وكان عبد الرحمن، قبل اتصاله به، مقدورا عليه في رزقه، يتحرّف بالنّسخ، ولم يكن حسن الخطّ، ولا معرّب اللفظ، إلى أن تسيّر للكتابة في باب