أتانا إلى الغرب في شوكة ... بها عاد جمع الأعادي قليلا
وفوق رؤوس الطغاة انتضى ... حساما ليسمع فيها صليلا
وجرّد من عزمه مرهفا ... لحسم أمور المناوي صقيلا
وكل كفور معاد له ... سيأخذه الله أخذا وبيلا
أعزّ الخلائق لمّا ولي ... ونوّه من كان منهم ذليلا
وراعى لمن جاءه داخلا ... حماه من القاصدين الدّخيلا
فكان بأفعاله قصده ... إلى منهج الفضل قصدا جميلا
وصحّ انتعاش المعالي به ... وقد كان شخص المعالي عليلا
وشيّد مبنى العلا بالنّدى ... ووثّقه خشية أن يميلا
ينيل ويعطي جزيل العطاء «١» ... فما زال أخرى الليالي منيلا
ودام مدى الدّهر في رفعة ... تثير من الحاسدين الغليلا
ولا برح السعد في بابه ... يؤمّ به مربعا أو مقيلا
محمد المكودي «٢»
من أهل فاس، يكنى أبا عبد الله.
حاله: من «الإكليل»«٣» : شاعر لا يتعاطى «٤» ميدانه، ومرعى بيان ورف عضاهه «٥» وأينع سعدانه «٦» ، يدعو الكلام فيهطع «٧» لداعيه، ويسعى في اجتلاب المعاني فتنجح مساعيه، غير أنه أفرط في الانهماك، وهوى إلى السّمكة من أوج السّماك «٨» . وقدم «٩» على هذه البلاد مفلتا من رهق تلمسان حين الحصار، صفر اليمين واليسار من اليسار، ملئ هوى أنحى على طريفه وتلاده، وأخرجه من بلاده.