وفاته: توفي بغرناطة في سنة أربعين وخمسمائة، وهو يحاصر الملثمين «١» بقصبة غرناطة حسبما ثبت في اسم ابن هود أحمد.
[ومن الطارئين والغرباء]
عثمان بن يحيى بن محمد بن منظور القيسي «٢»
من أهل مالقة، يكنى أبا عمرو»
، ويعرف بابن منظور، الأستاذ القاضي، من بيت بني منظور الإشبيليين، أحد بيوت الأندلس المعمور بالنباهة.
حاله: كان «٤» ، رحمه الله، صدرا في علماء بلده، أستاذا ممتعا، من أهل النظر والاجتهاد «٥» والتحقيق، ثاقب الذهن، أصيل البحث، مضطلعا بالمشكلات، مشاركا «٦» في فنون، من فقه وعربية، برز فيهما، إلى أصول وقراءات وطب ومنطق.
قرأ كثيرا، ثم تلاحق بالشادين «٧» ، ثم غبّر في وجوه السوابق. قرأ على الأستاذ أبي «٨» عبد الله بن الفخار، ولازم الأستاذ أبا محمد بن أبي «٩» السداد الباهلي، وتزوج ابنة «١٠» الفقيه أبي علي بن الحسن، فاستقرّت عنده كتب والدها، فاستعان بها على العلم والتبحّر في المسائل. وقيّد بخطّه الكثير، واجتهد، وصنّف، وأقرأ ببلده، متحرّفا «١١» بصناعة التوثيق، فعظم به الانتفاع. وقعد للتدريس خلفا للراوية أبي عثمان بن عيسى في شوال عام تسعة وسبعمائة. وولي القضاء ببلّش «١٢» وقمارش،