ومن ترجمة المحدّثين والفقهاء وسائر الطلبة النجباء:
[يحيى بن محمد بن عبد العزيز بن علي الأنصاري]
يكنى أبا بكر، ويعرف بالعشّاب، ويعرف بالبرشاني «١» .
حاله: كان هذا الشيخ من أهل الخير، كثير التؤدة والصمت، معرضا عمّا لا يعنيه. رحل إلى الحج، وأقام هنالك سنين، وقفل منها فخطب بأرجبة «٢» . وأخذ ببلاد المشرق عن قطب الدين القسطلانيّ، وأبي الفضل ابن خطيب المري، وزين الدين أبي بكر محمد بن إسماعيل الأنماطي. ولقي أبا علي بن الأحوص بالأندلس ولم يأخذ عنه. أنشدني شيخنا أبو البركات، قال: أنشدني الشيخ أبو بكر البرشاني، وقد لقيته بأرجبة، قال: أنشدنا الإمام أبو عبد الله بن النعمان عن قطب الدين:
[الطويل]
إذا كان أنسي في لزومي وحدتي ... وقلبي من كلّ البريّة خال
فما ضرّني من كان للدّهر «٣» قاليا ... وما سرّني من كان فيّ موال
[ومن العمال]
يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان بن يوسف بن رضوان بن محمد بن خير بن أسامة الأنصاري النّجاري
قال القاضي المؤرخ أبو الحسن بن الحسن ممليه: والذي رفع إليّ هذا النسب للركانة هو صاحبنا الفقيه أبو القاسم ولده، ورفع هذا النسب بحاله من التكرار دليل على أصالته.
حاله: من أهل الخير والخصوصية، وحسن الرّواء والوقار والحياء والمودّة.
نبيه القدر، معروف الأمانة، صدر في أهل العقد والحل ببلده، بيته بيت صون وخير واستعمال، ولو لم يكن من بركات هذا الرجل وآثار فضله إلّا ابنه صدر الفضلاء وبقية