من جاء يطلب منك السّلم قابله ... وجه طليق ولفظ كلّه عسل
ومن يرد غير ذا تبّا له وردى ... لقد ترفّع في برج له زحل
هنّاك ربّك ما أولاك من نعم ... وعشت في عزّة تترى وتتّصل
ولا عدمت مدى الأيام منزلة ... من دونها رفعة في الأبرج الحمل
وخذه بعد سلاما عاطرا أرجا ... يدوم ما دامت الأسحار والأصل
من خادم لعلاكم مخلص لكم ... من حبّكم لا يرى ما عاش ينتقل
تقبيل كفّك أعلى ما يؤمّله ... فجد به فشفا الهائم القبل
وفاته: في أول عام أربعة وستين وسبعمائة.
محمد بن محمد بن العراقي «١»
وادي آشي، يكنى أبا عبد الله.
حاله: فاضل «٢» الأبوة، معروف الصّون والعفّة، بادي الاستقامة، دمث «٣» الأخلاق، حسن الأدوات، ينظم وينثر، ويجيد الخطّ، تولّى أعمالا نبيهة، ثم علقت به الحرفة، فلقي ضغطا وفقد نشبا، واضطرّ إلى التحول عن وطنه إلى برّ العدوة عام ستة وخمسين وسبعمائة، وتعرّف لهذا العهد أنه تولّى الأشغال بقسنطينيّة «٤» الهواء من عمل إفريقية.
شعره: كتب إليّ وقد أبي عملا عرض عليه «٥» : [الطويل]
أأصمت ألفا ثم أنطق بالخلف ... وأفقد إلفا ثم آنس بالجلف؟
وأمسك دهري ثم أنطق «٦» علقما ... ويمحق بدري ثم ألحق بالخسف؟
وعزّكم لا كنت بالذّلّ عاملا ... ولو أنّ ضعفي ينتمي بي «٧» إلى حتف «٨»