لا تسأل «١» الهيجاء عنه إنه ... يصل المراد كما تحبّ ظنونه
لو كان يشغله المنام عن العلا ... هجر المنام وباعدته جفونه
وإذا تطاولت الملوك بماجد ... بمحمد دون الأنام يكونه
يا ابن الألى نصروا الرسول ومن بهم ... نطق الكتاب فصيحه ومبينه
خصّوا ببيعته وحاموا دونه ... نهج الرّضا حتى تقاوم دينه
أمعاضد الإسلام أنت عميده ... وخليفة الرحمن أنت أمينه
لم يبق إلّا من بسيفك طائع ... ألفنش «٢» في أقصى البلاد رهينه
وبجيشك المنصور لو لاقيته ... أدرى بمشتجر الرّماح طعينه
ولو اصطنعت إلى العدوّ إدالة ... طاعت إليك بلاده وحصونه
خذها إليك قصيدة من شاعر ... حلو الكلام مهذّب تبيينه
جعل القوافي للمعالي سلّما ... فجنى القريض كما اقتضته فنونه
غطّى هواه عقله واقتاده ... يحصي النجوم جهالة تزيينه
ولو أخذته أيدي التحرير والنّقد، لرجي أن يكون شاعرا، وبالجملة فالرجل معدود من السّراة بيتا وتخصّصا.
[محمد بن عبد العزيز بن سالم بن خلف القيسي]
منكّبي «٣» ، الأصل، يكنى أبا عبد الله، طبيب الدّار السلطانية.
حاله: من «عائد الصلة» : كان، رحمه الله، فذّا في الانطباع واللّوذعية، حسن المشاركة في الطّب، مليح المحاضرة، حفظة، طلعة، مستحضرا للأدب، ذاكرا لصناعة الطب، أخذها عن إمام وقته أبي جعفر الكزني، وانتصب للعلاج، ثم انتقل إلى الخدمة بصناعته بالباب السلطاني، وولّي الحسبة، ومن شعره يخاطب السلطان على ألسنة أصحابنا الأطباء الذين جمعتهم الخدمة ببابه يومئذ، وهم أبو الأصبغ بن سعادة، وأبو تمام غالب الشّقوري: [الخفيف]
قد جمعنا ببابكم سطر علم ... لبلوغ المنى ونيل الإرادة