من أهل غرناطة، يكنى أبا الحسن، الشيخ الأستاذ، إمام الفريضة بجامع غرناطة.
حاله: من الملّاحي: أوحد زمانه إتقانا ومعرفة ومشاركة في العلوم وانفرادا بعلم العربية. وكان حسن الخطّ، كثير الكتب، ترك منها بخطه كثيرا جدا، مشاركا في الحديث، عالما بأسماء رجاله ونقلته، مع الدّين، والفضل، والزهد، والانقباض عن أهل الدنيا، وترك الملابسة لهم.
مشيخته: قرأ على المقرئ بغرناطة أبي القاسم نعم الخلف بن محمد بن يحيى الأنصاري، وأبي علي الصّدفي، وغيرهم ممن يطول ذكرهم. وحدث عنه القاضي أبو الفضل عياض بن موسى، والقاضي أبو محمد بن عطية، والقاضي أبو عبد الله بن عبد الرحيم، والقاضي أبو بكر جابر بن يحيى التّغلبي، والقاضي أبو خالد عبد الله بن أبي زمنين، والقاضي أبو الحسن بن أضحى.
تواليفه: ألّف في النحو كتبا كثيرة، منها على كتاب سيبويه، وعلى كتاب المقتضب، وعلى الأصول لابن السّراج، وشرح كتاب الإيضاح، وكلامه على كتاب الجمل لأبي القاسم، وكلامه على الكافي لابن النحاس، مع التنبيه على وهمه في نحو مائة موضع، إلى غير ذلك.
شعره: قال أبو القاسم: وله نظم ليس بالكثير. فمن ذلك:[الكامل]
وفاته: توفي بغرناطة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وصلّى عليه إثر صلاة العصر ابنه الأستاذ أبو جعفر، ودفن بمقبرة باب إلبيرة، وازدحم الناس على نعشه، وكانت جنازته حافلة، وتفجّع الناس على قبره. وقبره مشهور، يتبرّك به الناس.