حاله: كان من عظماء أهل إلبيرة وحليتهم، وهو الذي عاد الفقيه الزاهد أبا إسحاق بن مسعود الإلبيري «١» في مرضه، وعذله على رداءة مسكنه، وقال له: لو سكنت دارا خيرا من هذه لكانت أولى لك، فأجابه، رحمه الله، بقوله «٢» : [مخلع البسيط]
قالوا: ألا تستجيد بيتا ... تعجب من حسنه البيوت؟
فقلت: ما ذاكم صواب ... حفش «٣» كثير لمن يموت
لولا شتاء ولفح قيظ ... وخوف لصّ وحفظ قوت
ونسوة يبتغين كنّا «٤» ... بنيت بنيان عنكبوت
وأيّ معنى لحسن مغنى ... ليس لسكّانه ثبوت
ما وعظ «٥» القبر لو عقلنا ... موعظة الناطق «٦» الصموت