للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن ترجمة الأعيان والكبرا والأماثل والوزرا]

[هاشم بن أبي رجاء الإلبيري]

الوزير، يكنى أبا خالد.

حاله: كان من عظماء أهل إلبيرة وحليتهم، وهو الذي عاد الفقيه الزاهد أبا إسحاق بن مسعود الإلبيري «١» في مرضه، وعذله على رداءة مسكنه، وقال له: لو سكنت دارا خيرا من هذه لكانت أولى لك، فأجابه، رحمه الله، بقوله «٢» : [مخلع البسيط]

قالوا: ألا تستجيد بيتا ... تعجب من حسنه البيوت؟

فقلت: ما ذاكم صواب ... حفش «٣» كثير لمن يموت

لولا شتاء ولفح قيظ ... وخوف لصّ وحفظ قوت

ونسوة يبتغين كنّا «٤» ... بنيت بنيان عنكبوت

وأيّ معنى لحسن مغنى ... ليس لسكّانه ثبوت

ما وعظ «٥» القبر لو عقلنا ... موعظة الناطق «٦» الصموت

يومي إلى ممتطي الحنايا ... ما لك عن مضجعي عميت؟

نسيت يومي وطول نومي ... وسوف تنسى كما نسيت

وسدت يا هادمي قصورا ... نعمت فيهنّ كيف شيت

معتنقا للحسان فيها ... مستنشقا مسكها الفتيت

تسحب ذيل الصّبا وتلهو ... بآنسات يقلن هيت