في حلبة النجبا النجائب، ورمى في الخواطي بسهم صائب، فخرج بهرجه ونفق، وارتفد بسببه وارتفق. وهو الآن قد سالمته السنون، وكأنّما أمن المنون، من رجل مكفوف الأذى، حسن الحالة إلّا إذا، هذا قلت، ثبت هذا والمذكور حيّ، وقد مات، رحمه الله.
ومن شعره:[الطويل]
رجائي «١» في المولى العظيم عظيم ... غنيت به حيث الغناء مديم
وحسبي الرجا فيمن عليه معوّلي ... حديث حديث لم يزل وخديم
وما عرفت نفسي سوى باب فضله ... على ثقة أنّ الكريم كريم
فإن قيل عنّي مذنب قلت سيّد ... كفيل بغفران الذنوب رحيم
وما اعتصم المملوك إلّا بحبله ... فجانبه نعمى لنا ونعيم
رضاه سبيل للنجاة وحبّه ... طريق لجنّات النّعيم قديم
وأنشد يوما الأمير ثالث الأمراء من بني نصر «٢» يهنيه بالملك ويعزّيه «٣» :
[الوافر]
على من تنشر اليوم البنود؟ ... وتحت لواء من تسري الجنود؟
وقال «٤» : على هذا الكذا، الذي بين يديك، فخجل، وعظم استظراف الحاضرين لذلك.
وفاته: توفي في كذا وسبعمائة.
[محمد بن عبد الله بن فطيس]
يكنى أبا عبد الله، من أهل مالقة. وقال الأستاذ «٥» : من بيت فطيس الألبيريين.