يا حادي العيس التفت نحو اللّوى ... إني بسكان اللّوى مفجوع
وعج المطيّ بلعلع وبرامة «١» ... فهناك قلب للشّجيّ مروع
أطلال آرام وبيض خرّد ... هنّ الأهلّة بالجيوب طلوع
في ظبية من بينهنّ تصدّني ... حسنا ولي أبدا إليه نزوع
حوراء جائرة عليّ بحكمها ... ظلما وإنّي مذعن وسميع
تفنى الليالي والزمان وأنقضي ... كمدا ولا نبأ لها مسموع
يا «٢» ليت! هل دهر يعود بوصلها ... فيكون للعيش الخصيب رجوع؟
وتعود أيام السّرور كمثل ما ... قد عاد روح حياتها والروع؟
فقدوم مولانا الأمير محمد «٣» ... خير الملوك ومن له التّرفيع
وفاته: كان حيّا سنة اثنتين وخمسين وستمائة.
سالم بن صالح بن علي بن صالح بن محمد الهمداني «٤»
من أهل مالقة، يكنى أبا عمرو، ويعرف بابن سالم.
حاله: قال الأستاذ أبو جعفر بن الزّبير: كان أديبا مقيّدا، كتب بخطّه كثيرا، وانتسخ أجزاء عدّة، واجتهد وأكثر، وكان متبذّلا في لباسه، متواضعا، مقتصدا، مليح المجالسة، حسن العشرة، جليل الأخلاق، فاضل الطبع.
مشيخته: روى «٥» عن الحافظ أبي عبد الله بن الفخّار، وأبي زيد «٦» السهيلي، وأبي الحجاج بن الشيخ، وأبي جعفر بن حكم، وأبي بكر بن الجدّ، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي محمد بن عبيد الله. وشارك في كثير من شيوخه أبا محمد القرطبي، وكان يناهضه.
دخوله غرناطة: دخلها وأقام بها وأخذ عن شيوخها وتردّد إليها.
شعره: قال في رمح: [الوافر]
أنا الرّمح المعدّ إلى النوائب ... فصاحبني تجدني خير صاحب