ولو أنّ كلّ العالمين تألّفوا «١» ... على مدحه لم يبلغوا بعض واجب
فأمسكت عنه هيبة وتأدّبا ... وخوفا وإعظاما لأرفع جانب «٢»
وربّ سكوت كان فيه بلاغة ... وربّ كلام فيه عتب لعاتب
وقال، رحمه الله، مشفقا من ذنبه «٣» : [البسيط]
يا ربّ إنّ ذنوبي اليوم قد كثرت «٤» ... فما أطيق لها حصرا ولا عددا
وليس لي بعذاب النّار من قبل ... ولا أطيق لها صبرا ولا جلدا
فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي ... ولا تذيقنّني «٥» حرّ الجحيم غدا
وقال في مذهب الفخر «٦» : [الوافر]
وكم من صفحة كالشمس تبدو ... فيسلي «٧» حسنها قلب الحزين
غضضت الطّرف عن نظري إليها ... محافظة على عرضي وديني «٨»
وفاته: فقد «٩» وهو يشحذ الناس ويحرّضهم، ويثبّت بصائرهم، يوم الكائنة بطريف «١٠» ، ضحوة يوم الاثنين السابع «١١» لجمادى الأولى عام أحد وأربعين وسبعمائة، تقبّل الله شهادته. وعقبه ظاهر بين القضاء والكتابة.
محمد بن أحمد بن فتّوح بن شقرال اللخمي
شرقي الأصل، من سكان غرناطة، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بالطّرسوني.