ولمّا «١» اتخذ المنصور ستارة المقصورة بجامعه «٢» ، وكانت مدبرة على انتصابها إذا استقرّ المنصور ووزراؤه بمصلّاه، واختفائها إذا انفصلوا عنها، أنشد في ذلك الشعراء، فقال ابن مجبر «٣» من قصيدة أولها: [الكامل]
أعلمتني ألقي عصا التّسيار ... في بلدة ليست بدار قرار
ومنها في وصف المقصورة «٤» :
طورا تكون بمن حوته محيطة ... فكأنها سور من الأسوار
وتكون حينا «٥» عنهم مخبوّة «٦» ... فكأنها سرّ من الأسرار
وكأنما «٧» علمت مقادير الورى ... فتصرّفت لهم على مقدار
فإذا أحسّت بالإمام «٨» يزورها ... في قومه قامت إلى الزّوّار
ويكفي من شعر ابن مجبر هذا القدر العجيب، رحمه الله.
من روى عنه: حدّث عنه أبو بكر محمد بن محمد بن جمهور، وأبو الحسن بن الفضل، وأبو عبد الله بن عيّاش، وأبو علي الشّلوبين، وأبو القاسم بن أحمد بن حسان، وأبو المتوكل الهيثم، وجماعة.
وفاته: توفي بمراكش سنة ثمان وثمانين وخمسمائة «٩» ، وسنّه ثلاث وخمسون سنة.
يوسف بن محمد بن محمد اليحصبي اللوشي، أبو عمر «١٠»
حاله: من كتاب ابن مسعدة «١١» : خطيب الإمامة السّعيدة النّصرية الغالبية، وصاحب قلمها الأعلى. كان شيخا جليلا، فقيها، بارع الكتابة، ماهر الخطّة، خطيبا