ولد سنة أربع عشرة «١» وخمسمائة، وتوفي بغرناطة سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
محمد بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمار ابن ياسر العنسي «٢»
يكنى أبا بكر، وقد تقدّم التّعريف بأوليته.
حاله: قال في «الطالع» : ساد في دولة الملثّمين «٣» ، وولّوه بغرناطة الأعمال، وكانت له دار الرّخام المشهورة بإزاء الجامع الأعظم بغرناطة. قال الغافقي فيه: شيخ جليل، فقيه نبيه من أهل قلعة يحصب «٤» . كان في عداد الفقهاء، ثم نزع إلى العمل، وولّي إشراف غرناطة في إمارة أبي سعيد الميمون بن بدر اللمتوني. وقال صاحب «المسهب»«٥» : وحسب القلعة كون هذا الفاضل الكامل «٦» منها، وقد رقم برد مجده بالأدب، ونال منه بالاجتهاد والسجيّة القابلة أعلى سبب، وله من المكارم ما يغيّر في وجه كعب وحاتم، لذلك ما قصدته الأدباء، وتهافتت في مدحه الشعراء، وفيه أقول:
[الطويل]
وكان أبو بكر من الكفر عصمة ... وردّ به الله الغواة إلى الحقّ
وقام بأمر الله حافظ أهله ... بلين وسبط في المبرّة والخلق
وهذا أبو بكر سليل ابن ياسر ... بغرناطة ناغاه في الرّأي والصّدق
فهذا لنا بالغرب يجني معالما ... تباهي الذي أحيا الدّيانة بالشّرق
وقد جرى من ذكره عند ذكر أبي بكر بن قزمان، ويجري عند ذكر نزهون بنت القلاعي ما فيه كفاية، إذ كان مفتونا بها، وبحمدة وزينب، بنتي زياد المؤدّب من أهل وادي آش، وفيهما يقول:[المجتث]