الخواص أبو القاسم لكفاه. تولّى قيادة الديوان بمالقة بلده، أرفع الخطط الشرعية العملية، فحمدت سيرته.
وفاته: وفاته بمالقة في ... «١» وعلى قبره مكتوب من نظم ولده: [الطويل]
إلاهي، خدّي في التراب تذلّلا ... بسطت، عسى رحماك يحيا بها الروح
وجاوزت أجداث الممالك خاضعا ... وقلبي مصدوع ودمعي مسفوح
ووجّهت وجهي نحو جودك ضارعا ... لعلّ الرضى من جنب حلمك ممنوح
أتيت فقيرا والذنوب تؤدني ... وفي القلب من خوف الجرائم تبريح
ولم أعتمد إلّا الرّجاء «٢» وسيلة ... وإخلاص إيمان به الصّدر مشروح
وأنت غنيّ عن عذابي وعالم ... بفقري وباب العفو عندك مفتوح
فهب لي عفوا من لدنك ورحمة ... يكون بها من ربقة الذنب تسريح
وصلّ على المختار ما همع الحيا ... وما طلعت شمس وما هبّت الريح
[ومن ترجمة الزهاد والصلحاء]
يحيى بن إبراهيم بن يحيى البرغواطي «٣»
من أهل أنفا، من بيت عمال يعرفون ببني التّرجمان، أولي شهرة وشدّة على الناس وضغط. وكان من الحظوة وضدّها بباب سلطانهم ديدن الجباة. غرّب «٤» عنهم وانقطع إلى لقاء الصالحين وصحبة الفقراء المتجرّدين، وقدم على الأندلس عابدا، كثير العمل، على حداثة سنّه، ونزل برباط السّودان، من خارج مالقة، واشتهر، وانثال عليه الناس. ثم راض طول ذلك الاجتهاد، وأنس بمداخلة الناس.
حاله: هذا «٥» الرجل نسيج وحده في الكفاية، وطلاقة اللسان، مدل على أغراض الصوفية، حافظ لكل غريبة من غرائب طريقتهم، متكلّم «٦» في مشكلات أقوالهم، قائم على كثير من أخبارهم، يستظهر حفظ جزءي إسماعيل الهروي المسمى ب «منازل السائرين إلى الحق» ، والقصيدة الكبيرة لابن الفارض. عديم النظير في ذلك