للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطال وحقّ مجدك ما تبدّوا ... وحولهم الغواضب والسيوف

أسود يقدمون أسود حرب ... وخلفهم العساكر والصفوف

أتى بهم الزمان إليك قصدا ... حيارى فيه يعجزهم رغيف

فعطفا أيها المولى عليهم ... وقاك السوء باريك اللطيف

فرحمة سيّد قد ذلّ فرض ... يقول به النّبي الهادي الشريف

وما يرعى الكرام سوى كريم ... وأنت الماجد النّدي العطوف

تواليفه: قال الأستاذ: وقفت على تأليف سماه «فصل المقال، في الموازنة بين الأعمال» تكلّم فيه مع أبي عبد الله الحميدي وشيخه أبي محمد بن حزم، فأجاد فيه وأحسن وأتى بكل بديع، وشرح المقامات الحريرية.

وفاته: في صفر سنة ثمان وستمائة.

ومن الكتّاب والشعراء

عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عدي بن محمد التميمي ثم العبادي الجاهلي «١»

يكنى أبا المخشي «٢» ، من أهل إلبيرة.

حاله: كان شاعرا مجيدا، شهير المكان، بعيد الصّيت على عهده. قال أبو القاسم: كان من أعلام الجند ومقدميهم. وقال الرّازي: دخل والده زيد بن يحيى من المشرق إلى الأندلس، واختطّ بكورة جند دمشق، وشهر ابنه عاصم هذا بالشّعر، إذ كان غزير القول، حسن المعاني، كثير النادر، سبط اللفظ، فاغتدى شاعر الأندلس، ومادح بني أمية، المخلّف فيهم قوافي شعر «٣» المديح الشاردة، وقد كان في لسانه بذاءة زائدة، يتسرّع به إلى من لم يوافقه من الناس، فيقذع هجوهم، ويقذف نساءهم ويهتك حرمهم. وكان أفّاكا نهابا، لا يعدم متظلّما منه، وداعيا عليه، وذاكرا له بالسوء، وهو مستهزئ بذلك، جار على غلوائه.