من أهل غرناطة، يكنى أبا جعفر، من جلّة أعيانها، تنسب إليه الساقية الكبرى المجاورة لطوق الحضرة إلى إلبيرة، وما والاها.
حاله: قال ابن الصّيرفي: كان الفقيه أبو جعفر القليعي، من أهل غرناطة، فريد عصره، وقريع دهره، في الخير والعلم والتّلاوة؛ وله حزب من اللّيل، وكان سريع الدّمعة، كثير الرّواية؛ وهو المشار إليه في كل نازلة، وله العقد والحلّ والتقدّم والسّابقة، مع منّة في جلائل الأمور، والنّهضة بالأعباء وسموّ الهمّة.
غريبة في شأنه: قال: كان باديس بن حبّوس أمير بلده يتفرّس فيه أن ملك دولته ينقرض على يديه، فكان ينصب لشأنه أكلبا، ويتملّظ بسيفه إلى قتله، فحماه الله منه بالعلم، وغلّ يده، وأغمد سيفه، ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
مشيخته: روى «٢» عن أبي عمر بن القطّان، وأبي عبد الله بن عتّاب، وأبي زكريا القليعي، وأبي مروان بن سراج؛ وكان ثقة صدوقا، أخذ عنه الناس.
محنته: ولمّا أجاز أمير لمتونة يوسف بن تاشفين البحر مستدعى إلى نصر المسلمين، ثاني حركاته إلى الأندلس، ونازل حصن أليط «٣» ، وسارع ملوك الطوائف