للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنعم مساء لا تخطّت ... ك «١» البشائر والسّعود

وأقدم على دار الرّضا ... حيث الإقامة والخلود

والق الأحبّة حيث دا ... ر الملك والقصر المشيد

حتى الشّهادة لم تفت ... ك فنجمك النّجم السّعيد

لا تبعدن وعدا «٢» لو أن ... ن الميت «٣» في الدنيا يعود

ولئن «٤» بليت فإنّ ذكر ... ك في الدّنا غضّ جديد

تالله لا تنساك أن ... دية العلى ما اخضرّ عود

وإذا تسومح في الحقو ... ق فحقّك الحقّ الأكيد

جادت صداك غمامة ... يروى «٥» بها ذاك الصّعيد

وتعهّدتك من المهي ... من رحمة أبدا وجود

[محمد بن يحيى العبدري]

من أهل فاس، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بالصّدفي.

حاله: قال الأستاذ في «صلته» «٦» : إمام في العربية، ذاكر للّغات والآداب، متكلم، أصولي مفيد، متفنّن، حافظ، ماهر، عالم، زاهد، ورع، فاضل. أخذ علم العربية والآداب عن النّحوي أبي الحسن بن خروف، وعن النّحوي الأديب الضّابط أبي ذرّ الخشني، وأكثر عنهما، وأكمل الكتاب على ابن خروف، تفقّها وتقييدا وضبطا. وكان حسن الإقراء، جيّد العبارة، متين المعارف والدّين، شديد الورع، متواضعا جليلا، عالما عاملا، من أجلّ من لقيته، وأجمعهم لفنون المعارف، وضروب الأعمال، وكان الحفظ أغلب عليه، وكان سريع القلم إذا كتب أو قيّد، وسمعته يقول: ما سمعت شيئا من أحد من أشياخي، من نكت العلم، وتفسير مشكل، وما يرجع إلى ذلك، إلّا وقيّدته، ولا قيّدت بخطّي شيئا إلّا حفظته، ولا حفظت شيئا فنسيته. هذا ما سمعت منه.