ولم ير في النّاس ندّا له ... ولا في الخلائق منه بديلا
وأبقى له الحكم في أرضه ... فكان الأمين عليها الوكيلا
وكلّ ظلام وظلم بها ... على الفور لمّا أتى قد أزيلا
وكانت كنار لظى فتنة ... فعادت من الأمن ظلّا ظليلا
وقد زان حسن الدّجى جيله ... إذا ذكر الدهر جيلا فجيلا
وأيّامه غرر قد بدت ... بوجه الدّنا والليالي حجولا
رسول كريم إذا جئته ... ويمّمت مغناه تلقى القبولا
بمولده في زمان الربيع ... ربيع أتانا يجرّ الذّيولا
فأهلا به الآن من زائر ... أتانا بفضل يفوق الفضولا
وقام الإمام به المرتضى ... فنال ثوابا وأجرا جزيلا
هو المستعين أبو سالم ... مليك ترفّع قدرا جليلا
وحاز من الصّيت ذكرا أثيرا ... ومن كرم الخيم مجدا أثيلا
سليل عليّ غمام النّدى ... ألا أيّد الله ذاك السّليلا
فتى أوسع النّاس من جوده ... عطاء» جزيلا وبرّا حفيلا
حلاه الوقار ولاقيه ... إذا ارتاح للجود يلفى عجولا
وقد شاع عنه جميل الثّناء «٢» ... وعمّ البسيطة عرضا وطولا
وما منّ بالوعد إلّا وفى ... فلم يك بالوعد يوما مطولا
ولا في علاه مغال لمن ... يكثّر في الملك قالا وقيلا
تفرّد بالفضل في عصره ... وكان بعرف الأيادي كفيلا
أطاعت له حين وافى البلاد ... رضّى عندما حلّ فيها حلولا
وجاء «٣» لطاعته أهلها ... سراعا يرومون فيها الدّخولا
فنبّه قدر الموالي بها ... وأكسف فيها المعادي خمولا
ومهّد بالأمن أفكارها ... وأمّن بالعدل فيها السبيلا
وكفّ أكفّ التعدّي بها ... فلا يظلم الناس فيها فتيلا
وعصر الكروب الذي قد مضى ... زمان المسرّات منه أديلا