وابتاع بالحق المصحّح حاضرا ... ما شاء للزّور المعلّل عائبا
من بعد ما قد صار أنفذ أسهما ... وأشدّ عادية وأمضى قاضبا
لا تخدعنك سوابق من سابق ... حتى ترى الإحضار منه عواقبا
فلربما اشتدّ الخيال وعاقه ... دون الصّواب هوى وأصبح غالبا
ولكم إمام قد أضرّ بفهمه ... كتب تعبّ من الضّلال كتائبا
فانحرف بأفلاطون وأرسطا ... ليس ودونهما تسلك طريقا لاحبا «١»
ودع الفلاسفة الذّميم جميعهم ... ومقالهم تأتي الأحقّ الواجبا
يا طالب البرهان في أوضاعهم ... أعزز عليّ بأن تعمّر جانبا
أعرضت عن شطّ النّجاة ملجّجا ... في بحر هلك ليس ينجي عاطبا
وصفا الدّليل فما نفعت بصفوه ... حتى جعلت له اللّجين «٢» شائبا
فانظر بعقلك هل ترى متفلسفا ... فيمن ترى إلّا دعيّا كاذبا؟
أعيته أعباء الشّريعة شدّة ... فارتدّ مسلوبا ويحسب سالبا
والله أسأل «٣» عصمة وكفاية ... من أن أكون عن المحجّة ناكبا
ومن شعره: [الطويل]
إليك مددت الكفّ في كلّ شدّة ... ومنك وجدت اللّطف في كل نائب
وأنت ملاذ والأنام بمعزل ... وهل مستحيل في الرّجا «٤» كرّآيب؟
فحقّق رجائي فيك يا ربّ واكفني ... شمات «٥» عدوّ أو إساءة صاحب
ومن أين أخشى من عدوّ إساءة ... وسترك ضاف من جميع الجوانب؟
وكم كربة نجّيتني من غمارها ... وكانت شجا بين الحشا والتّرائب
فلا قوة عندي ولا لي حيلة ... سوى حسن ظنّي بالجميل المواهب
فيا منجي المضطرّ عند دعائه ... أغثني فقد سدّت عليّ مذاهبي «٦»
رجاؤك رأس المال عندي وربحه ... وزهده «٧» في المخلوق أسنى المواهب