وتجلّلوا الغدران من ماذيّهم ... مرتجّة إلّا على الأكتاف
وكتب إليه ذو الوزارتين أبو عبد الله بن أبي الخصال «١» يستدعيه إلى مجلس أنس: [البسيط]
إني أهزّك هزّ الصّارم الخذم ... وبيننا كلّ ما تدريه من ذمم
ذا شاك «٢» من قطع أنس أنت واصله ... بما لديك من الآداب والحكم
وشتّ شمل كرام أنت ناظمه ... وردّ دعوة أهل المجد والكرم
ولو دعيت إلى أمثالها لسعت ... إليك سعي مشوق هائم قدم
وإن نشطت لتصريفي صرفت له ... وجهي وكنت من الأعوان والخدم
وما أريد سوى عفو تجود به ... وفي حديثك ما يشفى من الألم
أنت المقدّم في فخر وفي أدب ... فاطلع علينا طلوع السيّد العمم
فأجابه رحمه الله: [البسيط]
أتى من المجد أمر لا مردّ له ... نمشي على الرأس فيه لا على القدم
لبّيك لبّيك أضعافا مضاعفة ... إني أجبت ولكنّ داعي الكرم
لي همّة ولأهل العزّ مطمحها ... لا زلت في كلّ مجد مطمح الهمم
وإنّ حقّك معروف وملتزم ... وكيف يوجد عندي غير ملتزم؟
زفن «٣» ورقص وما أحببت من ملح ... عندي وأكثر ما تدريه من شيم
حتى يكون كلام الحاضرين بها ... عند الصّباح وما بالعهد من قدم
يا ليلة السّفح هلّا عدت ثانية ... سقى زمانك هطّال من الدّيم
وقال في غرض النّسيب «٤» : [السريع]
يا ربّ يوم زارني «٥» فيه من ... أطلع من غرّته «٦» كوكبا
ذو شفة لمياء معسولة ... ينشع من خدّيه ماء الصّبا