فانبرى إليه «١» شخص له همّة «٢» وإقدام، فقال «٣» : يا أبا جعفر، أين «٤» برهان ذلك، فما أظنك تعني إلّا نفسك «٥» ، فقال «٦» : ما أعني إلّا نفسي، ولم لا، وأنا الذي أقول «٧» : [السريع]
يا هل ترى أظرف «٨» من يومنا ... قلّد جيد الأفق طوق العقيق
وأنطق الورق بعيدانها ... مطربة «٩» كلّ قضيب وريق
والشّمس لا تشرب خمر النّدى ... في الرّوض إلّا بكؤوس «١٠» الشّقيق
فلم ينصفوه في الاستحسان، وردّوه في الغيظ «١١» كما كان، فقلت له: يا سيدي، هذا والله «١٢» السّحر الحلال، وما سمعت من شعراء عصرنا مثله، فبالله إلّا ما لازمتني وزدتني من هذا النمط، فقال لي: لله درّك، ودرّ أبيك من منصف ابن منصف. اسمع، وافتح أذنيك. ثم أنشد «١٣» : [الوافر]