للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال «١» : [السريع]

لله نهر عندما زرته ... عاين طرفي منه سحرا حلال

إذ «٢» أصبح الطّلّ به ليلة ... وجال «٣» فيه «٤» الغصن مثل «٥» الخيال

فقلت: ما على هذا مزيد في الاستحسان «٦» ، فعسى أن يكون المزيد في الإنشاد، فزاد ارتياحه وأنشد «٧» : [الوافر]

ولمّا ماج بحر الليل بيني ... وبينكم وقد جدّدت ذكرا

أراد لقاءكم «٨» إنسان عيني ... فمدّ له المنام عليه جسرا

فقلت «٩» : إيه زادك الله إحسانا، فزاد «١٠» : [الوافر]

ولمّا أن رأى إنسان عيني ... بصحن الخدّ منه غريق ماء

أقام له العذار عليه جسرا ... كما مدّ الظلام على الضّياء

فقلت: فما تكرّر «١١» ويطول، فإنه مملول، إلّا ما أوردته آنفا، فإنه كنسيم الحياة، وما إن يملّ، فبالله إلّا ما زدتني «١٢» ، وتفضّلت عليّ بالإعادة، فأعاد وأنشد:

[الكامل]

هات المدام إذا رأيت شبيهها ... في الأفق يا فردا بغير شبيه

فالصّبح قد ذبح الظلام بنصله ... فغدت حمائمه تخاصم فيه «١٣»

دخوله غرناطة: دخلها مع مخدومه المتوكل على الله ابن هود وفي جملته، إذ كان يصحبه في حركاته، ويباشر معه الحرب، وجرت عليه الهزائم، وله في ذلك كلّه شعر.