إذ «٢» أصبح الطّلّ به ليلة ... وجال «٣» فيه «٤» الغصن مثل «٥» الخيال
فقلت: ما على هذا مزيد في الاستحسان «٦» ، فعسى أن يكون المزيد في الإنشاد، فزاد ارتياحه وأنشد «٧» : [الوافر]
ولمّا ماج بحر الليل بيني ... وبينكم وقد جدّدت ذكرا
أراد لقاءكم «٨» إنسان عيني ... فمدّ له المنام عليه جسرا
فقلت «٩» : إيه زادك الله إحسانا، فزاد «١٠» : [الوافر]
ولمّا أن رأى إنسان عيني ... بصحن الخدّ منه غريق ماء
أقام له العذار عليه جسرا ... كما مدّ الظلام على الضّياء
فقلت: فما تكرّر «١١» ويطول، فإنه مملول، إلّا ما أوردته آنفا، فإنه كنسيم الحياة، وما إن يملّ، فبالله إلّا ما زدتني «١٢» ، وتفضّلت عليّ بالإعادة، فأعاد وأنشد:
[الكامل]
هات المدام إذا رأيت شبيهها ... في الأفق يا فردا بغير شبيه
فالصّبح قد ذبح الظلام بنصله ... فغدت حمائمه تخاصم فيه «١٣»
دخوله غرناطة: دخلها مع مخدومه المتوكل على الله ابن هود وفي جملته، إذ كان يصحبه في حركاته، ويباشر معه الحرب، وجرت عليه الهزائم، وله في ذلك كلّه شعر.