محنته: قالوا «١» : لم يقنع بما أجرى عليه أبو العباس الينشتي «٢» من الإحسان، فكان يوغر صدره من الكلام فيه، فذكروا أن الينشتي قال يوما في مجلسه: رميت يوما بسهم من كذا، فبلغ إلى كذا؛ فقال ابن طلحة لشخص كان إلى جانبه: والله لو كان قوس قزح؛ فشعر أبو العباس إلى قوله ما يشبه ذلك، واستدعى الشخص، وعزم عليه، فأخبره بقوله، فأسرّها في نفسه، إلى أن قوّى الحقد عليه، من ما بلغه عنه من قوله يهجوه:[الوافر]
سمعنا بالموفّق فارتحلنا ... وشافعنا له حسب وعلم
ورمت يدا أقبّلها وأخرى ... أعيش بفضلها أبدا وأسمو
فأنشدنا لسان الحال عنه «٣» ... يد شلّا وأمر لا يتمّ
فزادت موجدته «٤» عليه، وراعى أمره إلى أن بلغته أبيات قالها في شهر رمضان، وهو على حال الاستهتار:[الوافر]
يقول أخو الفضول وقد رآنا ... على الإيمان يغلبنا المجون «٥»
أتنتهكون «٦» شهر الصّوم هلّا ... حماه منكم عقل ودين؟