للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شعره: قال، ومما وجد بخطه لنفسه «١» : [الكامل]

طلعت طلائع «٢» للربيع فأطلعت ... في الرّوض وردا قبل حين أوانه

حيّا أمير المسلمين «٣» مبشّرا ... ومؤمّلا للنّيل من إحسانه

ضنّت سحائبه عليه بمائها «٤» ... فأتاه يستسقيه ماء بنانه

دامت لنا أيّامه موصولة ... بالعزّ والتّمكين في سلطانه

قال: وأنشدني الأديب أبو بكر بن معن، قال: أنشدني أبو الربيع بن العريف لجدّه الكاتب أبي جعفر اللمائي، وامتحن بداء النّسمة من أمراض الصّدر، وأزمن به، نفعه الله، وأعياه علاجه، بعد أن لم يدع فيه غاية، وفي ذلك يقول «٥» : [الكامل]

لم يبق من شيء أعالجها به «٦» ... طمع الحياة، وأين من لا يطمع؟

«وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع» «٧»

ودخل عليه بعض أصحابه فيها، وجعل يروّح عليه فقال له بديهة «٨» :

[المنسرح]

روّحني عائدي فقلت له: مه «٩» ... ، لا تزدني على الذي أجد

أما ترى النار وهي خامدة ... عند هبوب الرياح تتّقد؟

ودخل غرناطة غير ما مرة، منها متردّدا بين أملاكه، وبين من بها من ملوك صنهاجة؛ قالوا: ولم تفارقه تلك الشّكاية حتى كانت سبب وفاته.

وفاته: بمالقة عام خمسة وستين وأربعمائة. ونقل منها إلى حصن الورد، وهو عند حصن منت ميور إذ كان قد حصّنه، واتّخذه لنفسه ملجأ عند شدّته، فدفن به،