للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرت به الشّباب فشقّ قلبي ... ألم تر كيف تنشقّ القلوب؟

على زمن الصّبا فليبك مثلي ... فما زمن الصّبا إلّا عجيب

جهلت شبيبتي حتى تولّت ... وقدر الشيء يعرف إذ يغيب

ألا ذكر الإله بكل خير ... بلادا لا يضيع بها أديب

بلاد ماؤها عذب زلال ... وريح هوائها مسك رطيب

بها قلبي الذي قلبي المعنّى ... يكاد من الحنين له يذوب

رزقت الصّبر بلين أبي وأمي ... كلانا بعد صاحبه كثيب

ألا فتوخّ بعدي من أؤاخي ... ودع ما لا يريب لما يريب

ولا تحكم بأول ما تراه ... فإنّ الفجر أوله كذوب

ألا إنا خلقنا في زمان ... يشيب بهوله من لا يشيب

وقد لذّ الحمام وطاب عندي ... وعيشي لا يلذّ ولا يطيب

لحى الله الضّرورة فهي بلوى ... تهين الحرّ والبلوى ضروب

رأيت المال يستر كلّ عيب ... ولا تخفى مع الفقر العيوب

وفقد المال في التّحقيق عندي ... كفقد الرّوح ذا من ذا قريب

وقد أجهدت نفسي في اجتهاد ... وما أن كلّ مجتهد مصيب

وقد تجري الأمور على قياس ... ولو تجري لعاش بها اللّبيب

كأنّ العقل للدّنيا عدوّ ... فما يقضي بها أربا أريب

إذا لم يرزق الإنسان بختا ... فما حسناته إلّا ذنوب

ومن نسيبه قوله في بادرة من حمّام: [الكامل]

برزت من الحمّام تمسح وجهها ... عن مثل ماء الورد بالعنّاب

والماء يقطر من ذوائب شعرها ... كالطّل يسقط من جناح غراب

فكأنها الشمس المنيرة في الضّحى ... طلعت علينا من خلال سحاب

ومن مقطوعاته أيضا قوله: [الكامل]

ومتيّم لو كان صوّر نفسه ... ما زادها شيئا سوى الإشفاق

ما كان يرضى بالصّدود وإنّما ... كثرت عليه مسائل العشّاق

وقال: [مخلع البسيط]

وافى وقد زانه جمال ... فيه لعشّاقه اعتذار