ارتجل قوله رحمة الله عليه: [مخلع البسيط]
الطبّ والشّعر والكتابه ... سماتنا في بني النّجابه
هنّ ثلاث مبلّغات ... مراتبا بعضها الحجابه
ووقّع لي يوما بخطّه على ظهر أبيات، بعثتها إليه، أعرض عليه نمطها: [الكامل]
وردت كما ورد النسيم بسحره «١» ... عن روضة جاد الغمام رباها
فكأنما» هاروت أودع سحره ... فيها وآثرها به وحباها
مصقولة الألفاظ يبهر حسنها ... فبمثلها «٣» افتخر البليغ وباهى
فقررت عينا عند رؤية حسنها ... إني أبوك وكنت أنت أباها
ومن شعره «٤» قوله: [الوافر]
وقالوا قد نأوا «٥» : فاصبر ستشفى ... فترياق الهوى بعد الدّيار
فقلت: هبوا بأنّ الحقّ هذا ... فقلبي يمّموا فيم اصطباري «٦» ؟
ومن قوله مما يجري مجرى الحكم والأمثال «٧» : [السريع]
عليك بالصمت فكم ناطق ... كلامه أدّى إلى كلمه «٨»
إنّ لسان المرء أهدى إلى ... غرّته والله من خصمه
يرى صغير الجرم مستضعفا ... وجرمه أكبر من جرمه
وقال وهو من المستحسن في التّجنيس «٩» : [الخفيف]
أنا بالدّهر، يا بنيّ، خبير ... فإذا شئت علمه فتعالى
كم مليك قد ارتغى «١٠» منه روضا ... لم يدافع عنه الردى «١١» ما ارتغى لا
كلّ شيء تراه يفنى ويبقى ... ربّنا الله ذو الجلال تعالى
أنشدني هاتين المقطوعتين.