البشكنس، فهزم جيشه، كان «١» الحجاري أحد من أسر في تلك الوقيعة، فاستقرّ ببسقاية «٢» ، وبقي بها مدّة، يحرّك ابن هود بالأشعار ويحثّه على خلاصه من الإسار، فلم يجد عنده ذمامة، ولا تحرّك له اهتمامه، فخاطب عبد الملك بن سعيد بقوله:
[السريع]
أصبحت في بسقاية مسلما ... إلى الأعادي لا أرى مسلما
مكلّفا ما ليس في طاقتي ... مصفّدا منتهرا مرغما
أطلب بالخدمة، وا حسرتي! ... وحالتي تقضي بأن أخدما
فهل كريم يرتجى للأسير ... يفكّه، أكرم به منتمى
وقوله:[الخفيف]
أرئيس الزمان أغفلت أمري ... وتلذّذت تاركا لي بأسر؟
ما كذا يعمل الكرام ولكن ... قد جرى على المعوّد دهري
فاجتهد في فدائه، ولم يمرّ شهر إلّا وقد تخلص من أسره، واستقرّ لديه، فكان طليق آل سعيد، وفيهم يقول «٣» :
وجدنا سعيدا منجبا خير عصبة ... هم في بني أعصارهم «٤» كالمواسم
فكم لهم في الحرب من فضل ناثر! ... وكم لهم في السّلم من فضل ناظم
تواليفه: وتواليف الحجاري بديعة، منها «الحديقة» في البديع، وهو كتاب مشهور، ومنها «المسهب في غرائب المغرب» ، وافتتح خطبته بقوله:«الحمد لله الذي جعل العباد، من البلاد بمنزلة الأرواح من الأجساد، والأسياف من الأغماد» . وهو في ستة مجلدات.