وبثّا صبّا بات هنالك واشرحا ... لهم من أحاديثي عريضا وطائلا
رعى الله مثواكم على القرب والنّوى ... ولا زال هامي السّحب في الرّبع هاملا
وهل لزمان باللّوى قد «١» سقى اللّوى ... مآرب فما ألقى مدى الدّهر حائلا؟
فحظّي بعيد الدّار منه بقربه ... ويورد فيه من مناه مناهلا
لقد جار دهري أن «٢» نأى بمطالبي ... وظلّ بما أبقى «٣» من القرب ماطلا
وحمّلني من صرفه ما يؤدني ... ومكّن منّي الخطوب شواغلا
عتبت عليه فاغتدى لي عاتبا ... وقال: أصخ لي لا تكن لي «٤» عاذلا
أتعتبني إذ «٥» قد أفدتك موقفا ... لدى أعظم الأملاك حلما ونائلا؟
مليك حباه الله بالخلق الرّضا ... وأعلى له في المكرمات المنازلا
مليك علا فوق السّماك فطرفه ... غدا كهلال الأفق يبصرنا علا
إذا ما دجا ليل الخطوب فبشره ... صباح وبدر لا يرى الدهر آفلا
نماه من الأنصار غرّ أكابر ... لهم شيم ملء الفضاء فضائلا
تلوا سور النّعماء في حزبهم كما ... جلوا صور الأيام غرّا جلائلا
تسامت لهم في المعلوات مراتب ... يرى زحل دون المراتب زاحلا
عصابة نصر الله طابت أواخرا ... كما قد زكت أصلا وطابت أوائلا
لقد كان ربع المجد من قبل خاليا ... ومن آل نصر عاد يبصر آهلا
إذا يوسف منهم تلوح يمينه ... تقول سحاب الجود والبأس هاطلا
كتائبه في الفتح تكتب أسطرا ... تبين من الأنفال فيها المسائلا
عوامله بالحذف تحكم في العدا ... كما حكموا في حذف جزم عواملا
يبدّد جمع الكفر رعبا وهيبة ... كما بدّدت منه اليمين النّوافلا
ومنها في وصفه الأسطول واللقاء:
ولمّا استقامت بالزّقاق أساطي ... ل ثم «٦» استقلّت للسّعود محافلا
رآها عدوّ الله فانفضّ جمعه ... وأبصر أمواج البحار أساطلا
ومن دهش ظنّ السّواحل أبحرا ... ومن رعب خال البحار سواحلا